ما هوالتوتر ومن أين يأتي ؟
وتعتبر السمنة من عوامل التوتر الجديرة
بالاهتمام , حيث أن لها تأثيرا عليك من الناحية الجسدية والنفسية , وزيادة الوزن نؤدي
إلى إنتاج المزيد من هرمونات التوتر , مما يجعل التزايد المزمن لهذه الهرمونات أكثر
سوءا , الأمر الذي يسبب الاكتئاب ونقص الذاكرة وهشاشة العظام ومرض القلب والسرطان وأمراض
المناعة , وإلى جانب الضغط الجسدي الناجم عن حمل هذه الأرطال الزائد وتأكل المفاصل
مع الوقت , فإن التغيرات الهرمونية والمناعية التي تحدث مع البدانة تؤدي الى الشيخوخة
المبكرة والتدهور الصحي .يعرف التوتر بأنه تهديد حقيقي أو متصور
لجسمك أو لذاتك , فربما تشعر بالتوتر عندما يطاردك حيوان وحيد القرن , أو لمجرد إحساسك
بالعجز , وربما يكون نتيجة عامل ضغط نفسي أو
اجتماعي مثل الاكتئاب أو القلق أو الحزن أو سوء الوضع الاجتماعي الاقتصادي أو الطلاق
أو الوحدة أو البطالة , أو يكون نتيجة عامل ضغط جسدي مثل عدوى أو أي شيء يسبب الالتهاب
أو التعرض لدرجات برودة شديدة أو سموم بيئية أو الألم أو الممارسة الزائدة للتمرينات الرياضية أو التدخين أو تناول
الكحوليات أو المنبهات .
بالإضافة إلى ذلك , فإنك تواجه الكثير من
الضغوط الاجتماعية والداخلية النفسية التي تنتج عن السمنة , ومنها الاستهزاء الاجتماعي
والمشاكل الجنسية وعدم القدرة على الانخراط في الأنشطة البدنية الممتعة , مثل اللعب
مع أطفالك , والخجل من الاضطرار للتسوق في متاجر الملابس ذات الأحجام الكبيرة , والقائمة
مستمرة , إن زيادة الوزن تعتبر في حد ذاتها سببا مهما للقلق والتوتر .
ولكي نفهم التوتر , علينا أن ننظر إلى كيفية
تعريفة , فقد صاغ د. هانز سيلاي مصطلح "التوتر" لأول مرة في بحث في مجلة
nature عام
1936 بعنوان (حالة تنتج عن عوامل ضارة متعددة ) , وعرف فيه التوتر على أنه " الاستجابة
غير المحددة التي يتجاوب بها الجسم مع أي مطلب " بالطبع قد تكون استجابة وودي
آلن لأحد مثيرات التوتر مختلفة تماما عن استجابة جيمس بوند لنفس هذا المثير , ولكن
الأساس هو إدراك أو تصور التوتر , فالخطر لا يجب أن يكون حقيقيا , ولكن يجب فقط أن نعتقد أنه قد يؤثر
علينا بشكل حقيقي لكي تبدأ كل هذه الاستجابات الفسيولوجية المرتبطة بالتوتر , إن أكبر
مثيرات التوتر لا تكون في الغالب أشياء أو أشخاصا , وإنما أفكارنا عنهم .
محتويات الموضوع
0 تعليقات
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار و يشرفنا تلقي تعليقاتكم للتحفييز بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).