هل تتسبب السمنة في مرض السكرى؟
الأيض المتناسق للسكر وكيف يتحول إلى فوضى : الأنسولين ومقاومة الأنسولين (يعرف أيضاً باسم المتلازمة الأيضية )
الكربوهيدرات هي مصدر السكريات في نظامنا الغذائي , مصدرنا الرئيسي
للطاقة , والعناصر التي تصاحب السكريات هي التي تحدد تأثير هذه السكريات على الأيض
, فإذا كانت السكريات وحدها , كما في الصودا , فإنها تكون ذات خطر جسيم على الأيض
, أما إذا صاحبت عناصر أخرى جيدة , كما في الفاصوليا , مع الألياف والفيتامينات
والمعادن والعناصر الغذائية النباتية , التي تتواجد دائماً في الأطعمة الكاملة غير
المعالجة , فحينئذ يكون لها تأثيرات نافعة وتساعدنا على فقدان الوزن وتجنب
استعادته مرة أخرى , , فالسكريات التي توجد بمفردها في النظام الغذائي تعد ضارة
لأنها تدخل إلى مجرى الدم بسرعة , بادئة سلسلة خطرة من الجزيئات التي تساهم في الجوع وزيادة الوزن , بينما تدخل
تلك التي تصاحب عناصر أخرى جيدة إلى مجرى الدم ببطء أكثر , جاعلة الأيض مستقراً .
دعنا نفحص ما يحدث عندما تتناول أي نوع من السكر من الكربوهيدرات سواء
كانت من الدقيق الأبيض أو من التوت الأزرق البري الغني بالعناصر الغذائية النباتية
, فعندما تتناول أي نوع من السكر , ينتج البنكرياس هرموناً رئيسياً للأيض يسمى
الأنسولين , ووظيفة الأنسولين هي مساعدة السكر على الدخول إلى الخلايا , وبمجرد
دخول السكر إلى الخلايا , يمكن أن يتحول إلى طاقة من خلال المتقدرات
,(الميتوكندريا , مصانع إنتاج الطاقة في الخلايا ) , ومن ثم فالأنسولين مصمم
لمساعدتك على استخدام السكر الذي تتناوله , أو تخزينه لاستخدامه بعد ذلك , إذا
أكلت أكثر من حاجتك منه .
وفي أفضل الحالات , يعد التفاعل بين مستوى الأنسولين والسكر في الدم
آلية شديدة الدقة فأنت تأكل قدراً من السكر , وينتج جسمك الأنسولين الكافي فقط
لتأييض هذا القدر , وبعد ذلك تأكل المزيد من السكر , ويحدث الشيء نفسه مرة ثانية ,
فهي دورة سلسة متناسقة يقوم بها الجسم السليم يومياً دون أدنى وعي منك .
ومع هذا , فقد تحدث مشاكل عندما يكون هناك الكثير جداً من السكر في
نظامك الغذائي , فعندما تتناول الكثير من السكر بانتظام , لا سيما السكريات سريعة
الامتصاص , تزداد مستويات الأنسولين في دمك , وبمرور الوقت , قد تصبح مقاوماً
لتأثيرات الأنسولين , وبالتالي احتاج إلى المزيد والمزيد منه للقيام بنفس الوظيفة
, ولحالة مقاومة الأنسولين هذه آثار صحية بالغة الخطورة , علاوة على التأثير
المباشر على شهيتك .
ومقاومة الأنسولين تشبه إلى حد كبير إدمان المخدرات ,
فعندما تدمن مخدراً معيناً , ينشأ لديك تحمل لهذا النوع , وبالتالي تحتاج إلى
المزيد والمزيد منه لإحداث نفس التأثير وعلى غرار ذلك , عندما يكون لديك باستمرار
مستوى عال من الأنسولين في دمك , ينشأ لديك تحمل للأنسولين , ونتيجة لذلك , تتوقف
أنسجة جسمك على الاستجابة إلى الهرمون استجابة طبيعية , وبالتالي ينتج البنكرياس
المزيد منه , رافعاً من مستويات الأنسولين أكثر في محاولة للجسم للتغلب على هذه
المقاومة .
ويتحول ذلك سريعاً جداً إلى حلقة مفرغة . فعندما يكون لديك أنسولين في
دمك أكثر من السكر , يخبرك جسمك بأن تتناول بعض السكر حتى يحدث التوازن بين
الاثنين , ولكن وفي كل مره تتناول فيها السكر , تتسبب في رفع الأنسولين لديك أكثر
, مما يجعلك تحتاج إلى المزيد من السكر , وهكذا تستمر الدائرة , وفي الوقت ذاته ,
فأنك تخزن جميع السكر الفائض كدهون , مما يبطئ من أيضك , ويزيد من احتمال الإصابة
بمرض القلب والخرف والسرطان .
وهذه حالة تعرف بحالة ما قبل السكر , وتسمى أيضاً بالمتلازمة الأيضيه
, ومقاومة الأنسولين , ومتلازمة إكس x , فكلها أسماء لنفس الشيء .
والآن أنت في حاجة إلى أن تنتبه إلى أن لأنواع الكربوهيدرات التي
تتناولها تأثيراً مباشراً على سرعة ودرجة إصابتك بحالة مقاومة الأنسولين .
وتتحول الأنواع المختلفة من الكربوهيدرات إلى سكر بمعدلات مختلفة في
جسمك , وعندما يفيض جسمك بالسكر , ترتفع مستويات الأنسولين لديك ارتفاعاً حاداً ,
وهذا أمر سيء , فهذا يقودك إلى مقاومة الأنسولين بسرعة شديدة .
لكن هناك أنواعاً معينة من الكربوهيدرات تحترق ببطء أكبر , فهي تستغرق
وقتاً أطول لتتحول إلى سكر في دمك , ومن ثم تظل مستويات الأنسولين لديك أكثر
ثباتاً بمرور الوقت وهذه طريقة أكثر لتناول الطعام , وتحافظ على سريان عملية الأيض
بأفضل صورة .
محتويات الموضوع
0 تعليقات
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار و يشرفنا تلقي تعليقاتكم للتحفييز بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).