اعراض التوتر والقلق الجسدية
عندما يكون العقل متوترا و قلقا بشكل مزمن , يختل توازن الهرمونات , ومن الممكن أن يكون لأي من هذه الاختلالات تأثير و اعراض خطيرة على صحتك وعلى قدرتك على تخفيف الوزن , ولننظر إلى بعض الأمثلة التي توضح كيف يمكن حدوث ذلك .
عندما
تتعرض لموقف مثير للتوتر , يفرز الجسم هرمونا يسمى الكورتيزول , والكورتيزول مسؤول عن استثارة
كافة الاستجابات الفسيولوجية المرتبطة بالتوتر , وقد أوضحت الدراسات أنه عندما يفرز
الكورتيزول في مجرى الدم , تصبح أقل حساسية للبتين , وهو الهرمون الذي يخبر عقلك أنك
قد شبعت .
وعندما
يحدث ذلك, تميل إلى تناول المزيد من الطعام , وتتوق إلى المزيد من السكريات , وهذا
يعني أن جسدك لا يبطيء من الأيض وحسب عندما تشعر بالتوتر , بل يخبرك أيضا أن تستهلك
سعرات حرارية إضافية , وهذا يبدو منطقيا للغاية بالنسبة للطبيعة التي عايشها الإنسان
القديم , فعندما تشعر بالخطر , تصبح لديك الرغبة في تناول كل ما تستطيع وتخزين تلك
الطاقة بحيث تصبح متيقنا أنك ستستطيع مواجهة الأوقات الخطرة التي تنتظرك , إلا أننا
في المجتمع الحديث عندما نشعر بالخطر بينما نكون أمنين تماما تصبح هذه الآلية خطرا
على صحتنا .
وقد
أظهرت دراسات لا حصر لها أن هناك علاقة مباشرة بين التوتر وزيادة الوزن , والنظر لبعض
هذه الدراسات سيكون كافيا ليجعلك تدرك مدى تأثير هذه العلاقة على زيادة الوزن , ودى
أهمية تخفيف التوتر من أجل فقد الوزن .
أوضحت
الأبحاث أن السيدات اللاتي لديهن تصورات مبالغ فيها أو قناعة بتعرضهن للعنصرية كانت
لديهن مستويات أعلى من الكورتيزول , وزاد احتمال زيادة وزنهن وتراكم الدهون حول منطقة
البطن , وإضافة إلى ذلك , كشفت دراسة عن السيدات أن اللاتي أبلغن عن شعور عن بالقلق
كانت لديهن مستويات أعلى من الكورتيزل والكلسترول , ومستويات أقل من التستوستيرون والهرمون
الدرقي , ويعانون من وزن أكثر حول منطقة الخصر من هؤلاء اللاتي لم يبلغن عن هذا القلق
.
وقد
أتضح أيضا أن التوتر يخفض مستويات التستوستيرون , والذي يؤدي إلى فقد الكتلة العضلية
وتراكم الدهون , فعندما شاهد رجال مباريات كرة قدم وفاز فريقهم , ارتفع لديهم مستوى
التستوستيرون , ولكن عندما خسر فريقهم , وهو توتر ناشئ عن خطر متصور , انخفض لديهم
مستوى التستوستيرون .
وتحدث
تأثيرات أخرى كثيرة نتيجة لحالة التنبيه أو الاستثارة المزمنة , والتي تؤدي إلى إنهاك عملية الأيض . وفي
النهاية إلى السمنة , تنخفض مستويات هرمون النمو , والتستوستيرون و كوليسترول HDL أو الكولسترول النافع , بينما مستويات الأنسولين , وسكر الدم , والكوليسترول
, وكذلك ضغط الدم , وكل ذلك يؤدي إلى زيادة الوزن .
وقد
يؤدي التوتر المستمر والدائم لفترات طويلة إلى مقاومة الأنسولين , وانخفاض الرغبة الجنسية
, والعقم , وإضافة إلى ذلك , تفقد الكتلة العضلية , ويزداد النسيج الشحمي الحشوي عند
البطن , مما يجعلك تأخذ شكل "التفاحة " , ويرتفع الكولسترول , وضغط الدم
, وكذلك ثلاثي الجلسريد , وتصبح أكثر إرهاقا , إلا النوم لا يشعرك بالراحة , وتصاب
بالاكتئاب أكثر وأكثر , وتتم استثارة الجهاز المناعي , وتزداد استجابة الالتهاب , وكذلك
عملية "الصدا " أو التوتر التأكسدي
, وتصاب الدرقية بالكسل , ويزداد العبء على جهاز إزالة السمية , وبدون إيجاد سبيل لمقاومة
آثار التوتر المزمن , فنحن ننحدر تجاه زيادة الوزن واعتلال الصحة .
محتويات الموضوع
0 تعليقات
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار و يشرفنا تلقي تعليقاتكم للتحفييز بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).