ماذا أفعل بعدما أحدد بعض معتقداتي الأساسية ؟
بعدما تحدد عدد لا بأس به من معتقداتك الأساسية ( 12 على الأقل ) يجب أن تخضع كلا منها " لاختبار مالتسبي "وهذا لكي تعرف ما إذا كان منطقياً أم لا .
إذا إتضح لكل بعد إجراء الاختبار أن الاعتقاد منطقي فهذا رائع احتفظ به وحافظ عليه , أما إذا وجدت أنه غير منطقي فأعد تشكيله مستخدما الطريقة التي تعلمتها لإعادة تشكيل المعتقدات غير المنطقية والمتعلقة بالأكل , وتذكر أن طريقة التغيير هذه يمكن أن تُطبق على المعتقدات الخاصة بمسألة الأكل وعلى المعتقدات الأساسية أيضا .
إذا كنت ما تزال بحاجة إلى المزيد من التشجيع للبدء باستكشاف معتقداتك الأساسية ومن ثم إعادة تشكيلها , فإليك هذه الحقيقة المشجعة :
الحقيقة المشجعة
إن امتلاك معتقدات صحية وعقلانية حول نفسك والعالم سيحسن نوعية حياتك تحسيناً دراماتيكيا , فعندما تقوم باستئصال معتقداتك الأساسية غير العقلانية من الجذور وتستبدلها بأخرى عقلانية وبناءه , ستصير مشاعرك أكثر ليونة وإيجابية وحيوية من السابق , وعلى المستوى العاطفي ستصبح أنت أكثر توازناً وراحة مع نفسك وستنظر لنفسك وللعالم بطريقة صحية أكثر , أما تصرفاتك فستنتج عن هذا كله وستكون مريحة لك , وعندما تتغير تصرفاتك , ستفاجأ بأنك قادر على القيام بأشياء كنت تظم أن قيامك بها مستحيل ... فقد تتشجع على المغامرة , وتتصرف بطريقة مخالفة تماماً لمعتقداتك الأساسية السابقة , وسيعيد سلوكك الجديد تشكيل مشاعرك نحو نفسك وسيدعم معتقداتك الصحية الجديدة .التغيرات الطارئة عليك
والآن إليك بعض التغيرات التي قد تمر بها بعد تغيير معتقداتك الأساسية , ستصير توقعاتك حول نفسك والآخرين أكثر واقعية حيث ستختفي نزعتك نحو طلب الكمال وستزول تدريجيا نزعتك إلى إصدار الأحكام المتطرقة , وعندما تتصالح مع نفسك وتجعلها أول أولوياتك بحيث تقبل أو ترفض بطريقة تعكس توازنك الداخلي , عند ذلك سيتحسن اهتمامك بنفسك . وستشعر بأنك أكثر توازناً واكتفاءاً من السابق وستعرف حد كفايتك الحقيقي في جميع نواحي حياتك , وستصير أكثر تعاطفاً مع نفسك وثقة بها حتى أنها ستتعلم أن تضحك على أخطائك وعيوبك عندما تغدو أكثر تساهلاً مع نفسك , قد تقلل من نقدك للآخرين , وشعورك بالعار والذنب سيتناقصان ليصيرا ضئيلين وغير مؤذيين وطبيعيين , وستشعر أنك شخص قوي وسيقل لديك الشعور بأنك ضحية حياة ظالمة , وقد تتغير علاقتك إذ قد تنجذب إلى أصدقاء جدد لا يؤذونك أو يعيقون مسيرتك نحو حياة أفضل , وقد تخرج من العلاقات المعكرة لصفو حياتك والتي لا تلبي حاجاتك العاطفية , وقد تراودك أفكار خلاقة ورغبة في تغيير وظيفتك أو مهنتك , وقد تصبح أكثر فرحاً وأملاً واندفاعاً نحو الأفضل وأقل كآبة وقلقاً وتوتراً .
المعتقدات الجديدة و تغيير نمط الأكل
بالإضافة إلى هذا , فإن امتلاكك لمجموعة معتقدات أساسية عقلانية , سيسهل عليك كثيراً عملية تغيير نمطك في الأكل إلى نمط " طبيعي " فإذا أوحت إليك معتقداتك الجديدة عندما تشعر بالانزعاج بأنه لا بأس في أن تتوقع المواساة وتطلبها , فإنك على الأرجح لن تطلبها أو تتوقعها من المأكولات الشهية , وإذا كانت معتقداتك الجديدة تتضمن الاعتقاد بأنك قادر دون أي مساعدة على وضع أهداف نجاحك , فهذا الاعتقاد سيجعلك قادراً على محبة جسمك والرضا عنه دون أي اكتراث بمعايير مجتمعك التي تقدس النحافة المفرطة , وإذا قايضت اعتقادك بأنه " لا يوجد ما يكفي من الأشياء الجيدة في الحياة " بالاعتقاد التالي : " الحياة غنية بالفرص الجيدة ! " فإنك لن تشعر بأنه من واجبك إنهاء كل ما في صحنك من طعام , وإذا صرت تعتقد بأنك شخص ذو قيمة كبيرة ويستحق التقدير بغض النظر عما أخبرك إياه والداك عن قيمتك الفردية , فإنك لا تأكل إلا بالأسلوب الذي يعكس احترامك لذاتك القيمة , وإذا اخترت أن تعتقد بأن الشخص الذي يهتم بنفسه ويغذيها هو شخص غير أناني , فإنك ستبدأ بتغذية جسمك حسب ما تقتضى رغباته الملحة وحاجاته .
العقلانية في تغيير المعتقدات
لكن احترس , فقد يكون تغيير شبكة معتقداتك أمراً مخيفاً بالنسبة لك , ولهذا أكد لنفسك مرة أخرى بأن التغيير لن يحدث بين ليلة وتذكر ما تعلمته عن التغيير : أنه تراكمي وبطيء فالقرار الذي اتخذته بتغيير معتقداتك المعرقلة إلى أخرى فعالة بشكل إيجابي , هذا القرار لا يعني أنك ستستيقظ في اليوم التالي وأنت تملك معتقدات جديدة ليست معتاداً عليها تشعرك بأنك شخص آخر . إن الحياة الواقعية ليست فيلم خيال علمي , وفي الواقع لا توجد عمليات زراعة شخصياتّ! لن تتغير إلا عندما تكون جاهزاً لهذا , وأنت وحدك المسؤول عن تنفيذ هذه العملية , إذا بدأت بالتغيير وشعرت بأنك تخاطر أكثر من اللازم باستقرارك النفسي , أو شعرت بأنك تستغرب نفسك إلى حد كبير , فتوقف بروية عن السير في طريق التغيير , وأعد ضبط سرعة قيامك بهذه العملية : خفض السرعة إلى مستوى يريحك ولكن ليس إلى مستوى شديد البطء .
الخلاصة
قد تفاجئك التغيرات التي ستطرأ عليك دون أي إشارات مسبقة : " أنا قلت ذلك ؟ هذا النوع من الكلام جديد تماماً عليّ ! لا أصدق ما قمت به للتو! " ولكن الأشخاص المحيطين بك قد يلاحظون تغيرك حتى قبل أن تلاحظ أنت ذلك , وقد يشجعونك أو لا يشجعونك على هذا التغيير , ولكنك أنت هو الشخص الوحيد الذي يقرر كيف ومن تريد أن تكون , وقد تصطدم بالتغيير أحياناً , ولكنه بالإجمال سيكون تدريجياً وبمعدل متوازن من السرعة , تماماً كما ينبغي له أن يكون .
المسألة الأساسية هي أن تغيير نمطك في الأكل إلى نمط " طبيعي " , يتعدى تغيير علاقتك بالطعام إلى تغيير نواح كثيرة في حياتك , فتغيير نمط أكلك سيحسن أدق تفاصيل حياتك وكل دقيقة من وجودك , لهذا تشجع وأقدم على عملية تغير معتقداتك الأساسية وكن جاهزاً لنيل النتيجة الرائعة : حياة أفضل وصحية أكثر.
محتويات الموضوع
0 تعليقات
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار و يشرفنا تلقي تعليقاتكم للتحفييز بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).