ماهي فوائد مضادات الأكسدة ؟ the benefits of antioxidants


في عالم البشر ، تحدث معظم عمليات الأكسدة أو إنتاج الشوارد الحرة أثناء العملية الطبيعية للأيض : تحويل السعرات الحرارية أو الطاقة من الطعام ، والأكسجين من الهواء ، إلى طاقة يستطيع الجسم استخدامها. وهذا أمر طبيعي ، ولكن المفترض أن تكون له حدود طبيعية لا يتعداها ، وهو ما كان يحدث قديماً حينما كان أجدادنا القدماء يعتمدون في غذائهم على أطعمة غنية بمضادات الأكسدة ، مثل الثمار اللبية والمكسرات.


وهذا لم يعد الحال في المجتمع المعاصر ، حيث نقبل على استهلاك كميات هائلة من الأطعمة المليئة بالسعرات الفارغة أو الخاوية (هل تساءلت من قبل لماذا يعتبرها العلماء وخبراء الصحة " خاوية" ؟ ذلك لأنها لا تحتوي على مضادات الأكسدة أو العناصر الغذائية المهمة لصحة الإنسان). وهذا التوازن بين المؤكسدات ومضادات الأكسدة هو أمر أساسي للصحة ، لأنه يتحكم في الكثير من الرسائل الخلوية ، بما فيها التي تتعلق بوزنك.



هذا ، ويتم تحكم مضادات الأكسدة والمؤكسدات (أو العوامل المؤكسدة ) في أوزاننا من خلال تأثيرها في جيناتنا الوراثية. فهي تحث الجينات على تعزيز الأيض أو تثبيطه من خلال تأثيرها في مستقبلات مثل PPAR وعوامل نسخ مثل NF-KB .
وتعمل مضادات الأكسدة على حمايتك من زيادة الوزن ، ومن الالتهاب ، ومرض السكر ، أما المؤكسدات أو الشوارد الحرة فتثير سلسلة من التفاعلات التي تؤدي إلى تنشيط الجينات التي تعزز زيادة الوزن وتبطئ الأيض ، وتزيد الالتهاب ، وتسبب مرض السكر.


وأهم عامل مفرد يمكن السيطرة عليه والذي ينظم التوتر التأكسدي في الجسم هو الغذاء. إذ يؤدي استهلاك كميات كبيرة من السعرات مع عدم كفاية مضادات الأكسدة من الأطعمة النباتية الملونة (بما فيها البوليفينولات في الشيكولاتة الخام أو الداكنة) إلى إنتاج الكثير جداً من الشوارد الحرة.

ويتم توليد الشوارد الحرة في مصانع الطاقة في خلايانا ، والتي تعرف بالميتوكوندريا. وقد صممت الميتوكوندريا لكي تحول السعرات والأكسجين إلى طاقة يمكن أن يستخدمها الجسم ، وتوجد تلك في صورة مادة تسمى أدينوسين ثلاثي الفوسفات ATP . وتعتبر الشوارد ناتجاً ثانوياً لهذه العملية التحويلية.

وتحتوي خلايانا على عدد من الميتوكونا يصل إلى 100 ألف تريليون ، تستهلك 90% مما نستنشقه من الأكسجين. وهذا الأكسجين ضروري لحرق السعرات التي نأكلها في الطعام. إلا أن عملية الحرق هذه تنتج عنها الشوارد الحرة كناتج ثانوي ، وهذا يشبه إلى حد كبير تكون العادم الذي يخرج من "شكمان" السيارة. إن لدينا أنظمة مضادة للأكسدة تقوم بحمايتنا ، ولكن هذه الأنظمة يمكن أن يقهرها غذاء سام ، منخفض القيمة الغذائية ، ومرتفع السعرات الحرارية. وتعتمد مضادات الأكسدة التي تصنعها أجسامنا (وهي إنزيمات تسمى سوبر أكسيد ديسميوتاز وكاتالاز وجلوتاثيون بيروكسيداز) على عناصر غذائية ضرورية تساعدها على العمل بشكل جيد ،وهذه تشمل الزنك والنحاس والمنجنيز وفيتامين ج والسلينيوم.


ونحن نتعرض لمتاعب الشوارد الحرة لسببين :أولهما أننا نأكل غذاءاً يسبب تصاعداً في الشوارد الحرة نظراً لكثرة ما به من السعرات الخاوية وعدم كفاية مضادات الأكسدة. وثانيهما : أن انخفاض ما نتناوله من مغذيات (أي عناصر غذائية) في صورة فيتامينات ومعادن يحد من قدرتنا على صنع مضادات الأكسدة ، والتي تحتاج إلى مغذيات مثل الزنك والسلينيوم لكي تؤدي وظيفتها بشكل سليم. ولهذا تعتبر مضادات الأكسدة المنتجة بالجسم غير كافية لحمايتنا.


محتويات الموضوع

    إرسال تعليق

    0 تعليقات

    advertise