رجيم ياسر نصار : الصلة بين المخ والأمعاء

الصلة بين المخ والأمعاء : كيف يؤدي العقل الثاني في المعدة إلى إصابتنا بالسمنة

يتحدث المخ إلى الأمعاء عن طريق "عقل ثان " أو "الجهاز العصبي المعوي" , وهذا هو الجهاز العصبي المستقل (عادة ما يشار إلية بالجهاز العصبي التلقائي ) , وهو يتكون من جزأين  , أحدهما , وهو الجهاز العصبي الودي أو السمبتاوي , مسؤول عن استجابة التوتر , فهو يبطئ , إيقاع الأشياء , ويتسبب في تخزين الدهون , ويقلل من الأيض , ويزيد من سكر الدم , ويؤدي إلى حدوث حرقة فم المعدة أو الجريان الرجوعي (حيث يتجه الطعام لأعلى الجهاز الهضمي في حين أنه من المفترض أن يتجه لأسفل ) والإمساك (حيث يبقى الطعام في مكانة بدلا من التحرك ) .

والجزء الآخر يسمى الجهاز العصبي اللاودي أو الباراسمبثاوي , وهو مسؤول عن استجابة الاسترخاء , وهو يجعلك تهضم الطعام , ويحافظ على تحرك الأشياء في مسارها الصحيح ويزيد حرق الدهون , ويقلل سكر الدم .

وعندما تشعر بالاسترخاء والأمان , يكون جسدك مبرمجا على هضم الطعام ومعالجته , ولكن الوقت الذي تشعر به بالتوتر والخطر لا يكون هو الوقت الأنسب لهضم الطعام , فبقاؤك على قيد الحياة يحتاج إلى تركيز كل طاقتك على القتال أو الفرار من التوتر أو الخطر , وليس على هضم الطعام . 

وعندما تشعر بالتوتر , يعمل الجزء الذي يصيبك بالسمنة (الجهاز العصبي الودي)
وتضطرب جميع الإشارات :

يزداد الجوع , ويتباطأ الأيض , ويزيد وزنك , وقد جعل الكثير من الناس الطعام عدوا لهم , فتناول الطعام تجربة مرهقة لهم , إن لزاما عليهم أن يكلوا , إلا أنهم يشعرون بالقلق من زيادة الوزن , لذلك يصبح الأكل في حد ذاتة تجربة مثيرة للتوتر بالنسبة لهم , وهذا يعني أنه ليست السعرات الحرارية التي يستهلكونها فقط هي التي تصيبهم بالسمنة, ولكن الضغط والتوتر الذي يشعرون به في المقام الأول جراء استهلاكهم للسعرات الحرارية .

ولكن هذا جزء من القصة فحسب , فعندما تشعر بالتوتر بشكل مزمن , فأنت تستثير سلسة من الاختلالات الهرمونية التي تعقد المشكلة أكثر .

محتويات الموضوع